الخميس، 30 نوفمبر 2017

الإتحاد هدي نبوي..خطبة الجمعة اليوم بجميع مساجد الدولة

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَرَسَّخَ دَعَائِمَ ‏الاِتِّحَادِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، أَسْبَغَ عَلَيْنَا ‏نِعَمَهُ، وَأَرْسَلَ إِلَيْنَا خَاتَمَ رُسُلِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ ‏وَرَسُولُهُ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ ‏وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.‏ أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ ‏وَتَعَالَى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ ‏لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) .‏ 
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّنَا نَعِيشُ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ مُنَاسَبَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ، ‏مُنَاسَبَةَ مَوْلِدِ النَّبِيِّ وَذِكْرَى قِيَامِ اتِّحَادِ دَوْلَةِ الإِمَارَاتِ الْعَرَبِيَّةِ ‏الْمُتَّحِدَةِ، وَإِنَّهُ لَمِنَ الْفَأْلِ الْحَسَنِ أَنْ تَأْتِيَ الْمُنَاسَبَتَانِ الْكَرِيمَتَانِ ‏مَعًا، فَنَسْتَبْشِرَ بِتَتَابُعِ الْخَيْرِ وَتَضَافُرِهِ، وَنَتَأَمَّلَ الْحِكْمَةَ فِي ‏اجْتِمَاعِهِمَا، وَنَقُومَ بِمَا يُمْلِيهِ عَلَيْنَا الْوَاجِبُ تُجَاهَهُمَا، فَنَتَمَسَّكَ ‏بِهَدْيِ النَّبِيِّ ‏ وَنَقْتَدِيَ بِحِرْصِهِ عَلَى اتِّحَادِ الْكَلِمَةِ، فَلَقَدْ كَانَ ‏مَوْلِدُهُ ‏ بِدَايَةً لِلْخَيْرِ وَالْهُدَى، وَالسَّعَادَةِ وَالْهَنَا، وَالتَّآلُفِ ‏وَالْوَحْدَةِ، وَالْمَحَبَّةِ وَالرَّحْمَةِ، قَالَ تَعَالَى:( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ ‏أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ ‏رَحِيمٌ). وَمِنْ رَحْمَتِهِ بِمُجْتَمَعِهِ قَبْلَ بِعْثَتِهِ؛ أَنَّهُ فَضَّ خِلاَفَهُمْ، ‏وَنَشَرَ السَّلاَمَ بَيْنَهُمْ، وَدَعَاهُمْ إِلَى اجْتِمَاعِ كَلِمَتِهِمْ، فَحِينَ اخْتَلَفُوا ‏بَعْدَ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ أَيُّهُمْ يَضَعُ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ؟ وَأَرَادَتْ كُلُّ قَبِيلَةٍ أَنْ ‏تَسْتَأْثِرَ بِالشَّرَفِ وَحْدَهَا، جَعَلَ‏ كُلَّ قَبِيلَةٍ تُمْسِكُ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ ‏الَّذِي وَضَعَ عَلَيْهِ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ لِيُعَلِّمَهُمْ وَيُعَلِّمَنَا أَنَّ جَمِيعَ أَفْرَادِ ‏الْمُجْتَمَعِ شُرَكَاءَ فِي تَحَمُّلِ الْمَسْؤُولِيَّةِ، وَيَنْبَغِي عَلَيْهِمْ أَنْ يَكُونُوا يَدًا ‏وَاحِدَةً فِي إِعْمَارِ الْحَيَاةِ.‏ 
أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: وَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا دَعَا قَوْمَهُ ‏إِلَى الطَّرِيقِ الْقَوِيمِ، وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، وَعِبَادَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ‏وَصِلَةِ الرَّحِمِ الَّتِي تُقَوِّي تَلَاحُمَهُمْ، وَتُعَزِّزُ الاِتِّحَادَ بَيْنَهُمْ، وَعِنْدَمَا ‏هَاجَرَ إِلَى مُجْتَمَعٍ جَدِيدٍ غَرَسَ فِيهِ شَجَرَةَ الْمَحَبَّةِ، وَسَقَاهَا بِمَاءِ ‏الأُلْفَةِ، وَوَحَّدَ الْكَلِمَةَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَأَنْشَأَ مُجْتَمَعًا ‏مُتَرَابِطًا، مُتَعَاطِفًا مُتَمَاسِكًا كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ، تَحَقَّقَ فِيهِمْ وَصْفُ ‏رَبِّنَا سُبْحَانَهُ: ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) ‏. وَقَدْ أَحَاطَهُمُ النَّبِيُّ ‏ بِمَا يُقَوِّي وَحْدَتَهُمْ، وَيُبْعِدُ عَنْهُمْ ‏أَسْبَابَ الاِخْتِلاَفِ، وَكُلَّمَا بَدَا مَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ التَّحَزُّبِ أَوِ ‏الْعَصَبِيَّةِ اسْتَأْصَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ ‏ وَذَكَّرَهُمْ بِمَا يُحَقِّقُ وَحْدَتَهُمْ، ‏وَيُؤَلِّفُ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَيَجْمَعُ كَلِمَتَهُمْ، وَيَقُولُ لَهُمْ: «لَا تَخْتَلِفُوا ‏فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ». وَبَرَّأَ اللَّهُ تَعَالَى رَسُولَنَا ‏ مِنْ كُلِّ فِئَةٍ أَوْ ‏طَائِفَةٍ تَسْعَى لِلتَّفْرِيقِ بَيْنَ النَّاسِ بِاسْمِ الدِّينِ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ( ‏إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ). ‏ وَكَانَ مَبْعَثُهُ ‏ مِنَّةً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا، وَنِعْمَةً أَسْدَاهَا إِلَيْنَا، ‏قَالَ سُبْحَانَهُ: ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا ‏مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ ‏وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) . ‏ وَفِي هَذِهِ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ يُذَكِّرُ اللَّهُ تَعَالَى عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَنْعَمَ بِهِ ‏عَلَيْهِمْ مِنْ بِعْثَةِ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ ‏ إِلَيْهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِ اللَّهِ ‏مُبَيِّنَاتٍ، وَيُزَكِّي نُفُوسَهُمْ بِالْأَخْلَاقِ الْفَاضِلَةِ، وَيَمْلأُ قُلُوبَهُمْ بِالْقِيَمِ ‏الرَّحِيمَةِ، حَتَّى صَارُوا مِنْ أَعْمَقِ النَّاسِ عِلْمًا، وَأَبَرِّهِمْ قُلُوبًا، وَأَقَلِّهِمْ ‏تَكَلُّفًا، وَأَصْدَقِهِمْ لَهْجَةً. وَأَكْثَرِهِمْ أُلْفَةً، وَلَقَدْ خَطَبَ ‏‏ فِي ‏جَمْعٍ مِنْ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ‏‏«أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا، فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي؟ وَعَالَةً، فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ ‏بِي؟ وَمُتَفَرِّقِينَ، فَجَمَعَكُمُ اللَّهُ بِي؟». وَيَقُولُونَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ ‏أَمَنُّ، فَقَالَ:«أَلَا تُجِيبُونِي؟» فَقَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ. نَعَمْ، ‏الْمِنَّةُ وَالْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ عَلَيْنَا، أَنْ بَعَثَ فِينَا رَسُولَهُ ‏ فَأَلَّفَ بِهِ ‏بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَوَحَّدَ صُفُوفَنَا، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ ‏أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ ‏أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). وَأَوْصَى النَّبِيُّ‏ بِوَحْدَةِ ‏الْمُجْتَمَعِ فَقَالَ: «مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ -أَيْ وَسَطَهَا ‏وَأَحْسَنَهَا- فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ». ‏ فَالاِتِّحَادُ وَصِيَّةٌ نَبَوِيَّةٌ، وَضَرُورَةٌ شَرْعِيَّةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، فَإِنَّهُ لاَ يُمْكِنُ ‏لِمُجْتَمَعٍ أَنْ يُحَقِّقَ مَصَالِحَهُ إِلاَّ بِاجْتِمَاعِ جُهُودِ أَبْنَائِهِ بِتَعَاوُنِهِمْ ‏وَتَكَاتُفِهِمْ، وَتَلاَحُمِهِمْ وَتَآزُرِهِمْ. 
‏ عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ الاِتِّحَادَ مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ أَثَرًا، وَمَا تَمَسَّكَ مُجْتَمَعٌ بِاتِّحَادِهِ ‏وَوَحْدَةِ صَفِّهِ إِلَّا قَوِيَتْ شَوْكَتُهُ، وَظَهَرَتْ عِزَّتُهُ، وَبَدَا سُلْطَانُهُ، وَعَظُمَتْ ‏سِيَادَتُهُ، وَدَامَتْ دَوْلَتُهُ، وَازْدَهَرَتْ حَضَارَتُهُ، وَلِذَلِكَ أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى ‏بِالاِتِّحَادِ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) ‏‏. ‏ وَإِنَّ وَحْدَةَ الصَّفِّ وَالاِتِّحَادَ وَالتَّعَاوُنَ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا الأُمَمَ ‏مِنْ قَبْلِنَا، وحَذَّرَنَا سُبْحَانَهُ أَنْ يُصِيبَنَا مَثْلُ مَا أَصَابَ مَنِ افْتَرَقَ ‏وَاخْتَلَفَ مِنْهُمْ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ:( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا ‏وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ ‏عَظِيمٌ). قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَمَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ ‏بِاتِّحَادِ كَلِمَتِهِمْ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الِاخْتِلَافِ وَالْفُرْقَةِ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ إِنَّمَا ‏هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ بِالْخُصُومَاتِ.‏ وَقَدْ أَدْرَكَتِ الْقِيَادَةُ الْحَكِيمَةُ لِدَوْلَةِ الإِمَارَاتِ وَمُؤَسِّسُوهَا الأَهَمِّيَّةَ ‏الْعُظْمَى لِلاِتِّحَادِ، فَبَادَرُوا إِلَى وَحْدَةِ الصَّفِّ، وَاجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ، ‏وَأَقَامُوا الاِتِّحَادَ، وَهُوَ إِنْجَازٌ تَارِيخِيٌّ عَظِيمٌ، يَتَذَاكَرُهُ الأَجْيَالُ، ‏وَأُنْمُوذَجٌ يَحْتَذِي بِهِ الآخَرُونَ ، فَأَثْمَرَتْ جُهُودُهُمْ بِفَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى ‏دَوْلَةً قَوِيَّةً حَضَارِيَّةً، يَشْهَدُ الْعَالَمُ بِرُقِيِّهَا، وَصَلَابَةِ اتِّحَادِهَا، ‏وَتَلَاحُمِ قِيَادَتِهَا وَشَعْبِهَا، يُسَابِقُ الزَّمَنَ أَبْنَاؤُهَا، كُلٌّ يَهْدِفُ إِلَى ‏الاِرْتِقَاءِ بِهَا، حَتَّى أَصْبَحَتِ الإِمَارَاتُ أُنْمُوذَجَ رُقِيٍّ وَبِنَاءٍ، وَوَاحَةَ ‏اسْتِقْرَارٍ وَهَنَاءٍ. ‏ فَاللَّهُمَّ أَدِمْ عَلَيْنَا الْوَحْدَةَ وَالْوِئَامَ، وَأَظِلَّنَا بِالْخَيْرِ وَالسَّلاَمِ، وَبَارِكْ لَنَا ‏فِيمَا أَعْطَيْتَنَا، وَزِدْنَا مِنْ فَضْلِكَ الْعَمِيمِ، وَوَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ، ‏وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ الأَمِينِ وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلاً ‏بِقَوْلِكَ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي ‏الأَمْرِ مِنْكُمْ) (‏ ‏).‏ نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.‏ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.‏ 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ 
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ ‏لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ ‏وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى ‏التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.‏ أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. ‏ 
أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: تَمَسَّكُوا بِهَدْيِ نَبِيِّكُمْ، وَاقْتَدُوا بِالْمُفْلِحِينَ مِنْ ‏قَبْلِكُمْ، تَسْعَدُوا كَمَا سَعِدُوا، وَتَعَاوَنُوا عَلَى رِفْعَةِ الوَطَنِ، وَطَاعَةِ ‏الْحَاكِمِ، يَشْمَلْكُمُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ، وَيَعُمَّكُمْ بِإِحْسَانِهِ، وَيُغْدِقْ عَلَيْكُمْ ‏فَضْلَهُ وَإِنْعَامَهُ، وَاعْرِفُوا لِمُؤَسِّسِي الاِتِّحَادِ فَضْلَهُمْ، وَاشْكُرُوا لَهُمْ ‏جُهْدَهُمْ، فَإِنَّهُمْ ( رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) . ‏وَسَجَّلَ التَّارِيخُ ذِكْرَهُمْ ( لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ ‏مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ) . وَحَافِظُوا ‏عَلَى إِنْجَازَاتِ الْوَطَنِ، فَهَذَا إِرْثُكُمْ لأَبْنَائِكُمْ، وَلِلأَجْيَالِ مِنْ ‏بَعْدِكُمْ.‏ هَذَا وَأَكْثِرُوا مِنَ الصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَى نَبِيِّكُمْ كَمَا أَمَرَكُمْ رَبُّكُمْ ‏فَقَالَ تَعَالَى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا ‏الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). وَقَالَ رَسُولُ ‏اللَّهِ‏: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا».‏ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ‏أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ‏وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ. ‏ اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ الأَوْفِيَاءَ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ ‏الأَنْبِيَاءِ، وَاجْزِ أُمَّهَاتِهِمْ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا جَزَاءَ ‏الصَّابِرِينَ يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ. اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، ‏الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ. ‏ اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلاَمَ فِي بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ. ‏ اللَّهُمَّ زِدِ الإِمَارَاتِ بَهْجَةً وَجَمَالاً، وَاكْتُبْ لِمَنْ غَرَسَ فِيهَا هَذِهِ ‏الْخَيْرَاتِ الأَجْرَ وَالْحَسَنَاتِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ‏ اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ ‏مَوْفُورَ ‏الصِّحَّةِ ‏وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، ‏وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ ‏الشيخ محمد بن ‏راشد لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، ‏وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ ‏وأولياءَ عُهُودِهِمْ أَجْمَعِينَ.‏ ‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ ‏الشَّيْخ زَايِد، والشَّيْخ رَاشِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ ‏انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا ‏وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا ‏مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلاَ تَدَعْ فِيْنَا وَلاَ مَعَنَا شَقِيًّا ‏وَلاَ مَحْرُوْمًا. اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، ‏وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. ‏ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.‏ عِبَادَ اللَّهِ :( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى ‏عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ) . ‏ اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ:( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ ‏الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا ‏تَصْنَعُونَ) .‏